المنطقة العسكرية الأولى: درع الإخوان وملاذ الإرهابيين والحوثيين

تقارير - منذ 8 شهر

عدن،عين الجنوب | خاص:
منطقة وادي حضرموت، التي كانت تُعتبر درة الجنوب وأرض الأمن والاستقرار، تحولت اليوم إلى نقطة ارتكاز للفوضى والإرهاب نتيجة هيمنة المنطقة العسكرية الأولى الموالية لجماعة الإخوان المسلمين.

هذه المنطقة التي كان يفترض بها أن تكون قلعة للأمن، باتت منذ سنوات معقلًا لقيادات تنظيم القاعدة، وملاذا للجماعات الإرهابية التي وجدت في حماية هذه القوات بيئة خصبة لتنفيذ مخططاتها. 

المنطقة العسكرية الأولى، تحولت إلى أداة في يد جماعات الإخوان المسلمين، وواحدة من أبرز محاور الدعم للجماعات الإرهابية في الجنوب، وقد بات من الواضح أن هذا التواجد العسكري لا يهدف إلى حماية أبناء حضرموت من التهديدات بل أصبح يشكل خطرا حقيقيا على أمنهم. 

المثير للدهشة أن المنطقة العسكرية الأولى لم تقتصر على تيسير الإرهاب المحلي فقط، بل دخلت في تحالفات مشبوهة مع مليشيات الحوثي الإرهابية، هذه العلاقة الاستراتيجية بين الإخوان والحوثيين لم تعد سرا بل هي واقعٌ مأسوي يعكس التواطؤ المصلحي بين الطرفين، بهدف تأمين موطئ قدم في الجنوب على حساب الأمن الإقليمي.

في ظل هذه الأوضاع المتدهورة، فإن تحرير وادي حضرموت من قبضة المنطقة العسكرية الأولى بات ضرورة ملحة، المنطقة التي كانت في يوم من الأيام تُعتبر معقلا للأمن والاستقرار، أصبحت اليوم نقطة إرتكاز للإرهاب والفوضى، ولا شك أن تحريرها سيؤدي إلى تفكيك هذه الشبكة الإرهابية ويعيد الأمن إلى المنطقة، مما يساهم في تعزيز استقرار بالحنوب بشكل عام.

الجنوب اليوم بحاجة إلى توحيد الجهود من أجل طرد الاحتلال والإرهاب من كل الأراضي الجنوبية، والقيام بعملية تطهير حقيقية، لا يقتصر دورها على القضاء على المليشيات الإرهابية بل على تأمين مستقبل آمن لشعب حضرموت، وهو ما يتطلب استراتيجيات سياسية وعسكرية دقيقة، والضغط على القوى الإقليمية والدولية لتوفير الدعم اللازم.

إن التحرير لا ينبغي أن يكون مهمة عسكرية فحسب، بل يجب أن يتم في إطار الشرعية الوطنية، وفقا لما أقره مجلس القيادة الرئاسي في اتفاق الرياض. 

التحرير يجب أن يتم بموجب غطاء شرعي قانوني يضمن احترام حقوق أبناء حضرموت ويحقق الأهداف الوطنية. وفي الوقت نفسه، يجب على المجلس الرئاسي والتحالف العربي الضغط على قيادة المنطقة العسكرية الأولى للانسحاب الفوري من وادي حضرموت ونقل قواتها إلى مأرب، لتنفيذ الشق العسكري من بنود اتفاق الرياض.


إن تحرير وادي حضرموت ليس مجرد خيار سياسي، بل هو استحقاق تاريخي، يجب أن يتحقق من أجل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة. 
كما يقول المثل العربي: "لا يمكن للحق أن يضيع إذا كان وراءه مطالب". مطالب أبناء حضرموت اليوم واضحة، وهي تحرير أرضهم من براثن الاحتلال والإرهاب، لاستعادة الأمن وإعادة بناء ما دمرته سنوات من الفوضى، تحرير وادي حضرموت سيشكل خطوة مهمة نحو تأمين الجنوب كله، وضمان استقرار المنطقة ككل.

فيديو