هاني مسهور

جماعة الاخوان المسلمين لم تكن تنظيماً دينياً بقدر ما كانت ماكينة دعائية ضخمة، اخترقت التعليم والاعلام

مقالات - منذ 14 ساعة

‏منذ لحظة التأسيس، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا دينيًا بقدر ما كانت ماكينة دعائية ضخمة، تعرف جيدًا أن القوة الحقيقية لا تُبنى بالسلاح فقط، بل بالكلمة، بالمعلومة، بالسردية التي تُلقّن منذ الطفولة وتُكرّر في الإعلام حتى تتحول إلى \"حقيقة مقدسة\". ولهذا، لم يكن غريبًا أن يوجّهوا سهامهم باكرًا نحو قطاعين محددين: التعليم والإعلام.

لقد صاغ الإخوان سرديتهم الكبرى .. نحن المظلومون، نحن حملة الإسلام، نحن البديل العادل، حتى لو ارتكبنا العنف، فالعنف \"مبرَّر\"، وكل من خالفنا فهو عدو الدين والأمة، سردية لا تقوم على الإقناع، بل على التكرار، ولا تحتاج إلى برهان، بل إلى غسيل عقول ممنهج.

في اليمن، تُعاد هذه اللعبة بكل فجور، شهادات قادة الجماعة ومنتفعيها، من المنفى أو من داخل المؤسسات، لا تخلو من التزوير العاطفي والتأريخ المبتور، لا يهم أن الحقائق تقول عكس ما يدّعون، المهم أن يستمروا في بثّ سرديتهم كما لو كانت الوحي المنزل.

ما الذي يملكه الإخوان؟، لا شيء سوى حكاية ضحية لا تنتهي، وقصص مؤامرة لا تموت، ومنصات إعلامية تُهندس الرأي العام، ومناهج تعليمية تُعيد إنتاج الطاعة والتكفير والكراهية.

إن أخطر ما فعله هذا التنظيم، ليس انقلابه على الدولة أو تسلله إلى مؤسساتها، بل تحويله الأكاذيب إلى \"رواية وطنية\" والتعليم إلى \"غرفة عمليات\" لغسل الأدمغة.

ولهذا، لا يمكن الحديث عن مواجهة الإخوان دون اجتثاث سرديتهم أولًا، تلك التي تسللت إلينا من تحت عباءة الضحية، لتصنع فينا مشروع الجلاد.

للمعلومية ..

اليمن .. كانت اول فروع الجماعة بعد ان أسسها حسن البنا في 1928 أيّ أنها في 1929 كانت البذرة الشيطانية قد وصلت إلى اليمن

فيديو