بوادر حلحلة الازمة اليمنية والحلول المطروحة لإنهاء الحرب..

تقارير - منذ 4 ساعات

عين الجنوب | الأمناء ، غازي العلوي


تشهد الأزمة اليمنية تطورات متسارعة تعكس تحركات إقليمية ودولية متجددة لإيجاد تسوية شاملة تنهي الحرب التي أرهقت البلاد منذ ما يقرب من عقد من الزمان. هذه التحركات تأتي في ظل تساقط بعض "رؤوس الثعابين"، في إشارة إلى تفكك بعض القيادات والعناصر المؤثرة التي كانت تغذي الصراع. يهدف هذا التقرير إلى استعراض أبرز ملامح الحلول المطروحة، والفرص والتحديات أمام إحلال السلام الدائم في اليمن.

خلفية الأزمة

بدأت الأزمة اليمنية في أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء، ما أدى إلى تصاعد التوترات الإقليمية والدولية. تطور الصراع إلى حرب شاملة، حيث تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين. ومع مرور السنوات، أدى النزاع إلى أزمة إنسانية تُعتبر الأسوأ في العالم، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، مع تدهور الاقتصاد، انهيار البنية التحتية، وتشريد الملايين.

بوادر حلحلة الأزمة

1. تغير المواقف الإقليمية

شهدت الشهور الأخيرة تغيراً ملحوظاً في السياسة الإقليمية، حيث ظهرت إشارات تقارب بين السعودية وإيران عقب اتفاق بكين في مارس 2023. هذا التقارب عزز فرص التفاهم حول الأزمة اليمنية، إذ يُنظر إلى إيران كداعم رئيسي لجماعة الحوثيين.

2. الضغوط الدولية
تزايدت الضغوط الدولية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لدفع الأطراف نحو تسوية سلمية. المبعوث الأممي هانس غروندبرغ يعمل على خطة شاملة تتضمن ترتيبات سياسية وأمنية، مع التركيز على وقف إطلاق النار وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.

3. التطورات الداخلية

تواجه جماعة الحوثيين ضغوطاً داخلية، سواء من الانشقاقات في صفوفها أو التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي تسيطر عليها. على الجانب الآخر، الحكومة الشرعية والتحالف العربي يسعون لإعادة هيكلة الصفوف وتعزيز حضورهم على الأرض.

الحلول المطروحة

1. التسوية السياسية
حكومة توافق وطني: تشكيل حكومة انتقالية تضم مختلف الأطراف السياسية، بما في ذلك الحوثيون، تحت إشراف دولي.
انتخابات شاملة: تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية فور تحقيق الاستقرار الأمني.

2. الترتيبات الأمنية

انسحاب القوات: انسحاب المليشيات والجماعات المسلحة من المدن الرئيسية، وتسليم السلاح الثقيل إلى جهة دولية محايدة.
إعادة هيكلة الجيش: دمج القوات المقاتلة في جيش وطني موحد تحت إشراف أممي.

3. المساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية

إغاثة إنسانية عاجلة: تسهيل دخول المساعدات إلى جميع المناطق دون عوائق.

إعادة الإعمار: إطلاق برنامج شامل لإعادة بناء البنية التحتية بدعم من الدول المانحة والمؤسسات الدولية.

تحفيز الاقتصاد: تنفيذ إصلاحات اقتصادية تدعم النمو وتخفف من حدة البطالة والفقر.

التحديات أمام تنفيذ الحلول

1. انعدام الثقة بين الأطراف

لا تزال الشكوك المتبادلة بين الأطراف اليمنية عائقاً رئيسياً أمام التوصل إلى اتفاق شامل.

2. التدخلات الإقليمية

على الرغم من التقارب السعودي-الإيراني، تبقى تدخلات بعض الأطراف الإقليمية والدولية مؤثرة في تعقيد المشهد.

3. المشهد الأمني الهش

تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، يشكل تهديداً لأي ترتيبات أمنية مستقبلية.

4. الأزمة الإنسانية

التدهور المستمر في الوضع الإنساني قد يعيق تنفيذ الخطط الطموحة لإعادة الإعمار والتنمية.

تساقط رؤوس الثعابين: بداية نهاية؟
شهدت الأسابيع الماضية انهيار عدد من القيادات المؤثرة في الصراع اليمني، سواء بفعل الضغوط العسكرية أو الانشقاقات الداخلية. يُنظر إلى هذه التطورات على أنها بداية لنهاية الصراع، حيث تفقد بعض الأطراف قدرتها على الاستمرار في تغذية الحرب. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول ما إذا كان هذا كافياً لدفع جميع الأطراف نحو طاولة المفاوضات.

خاتمة
تُظهر التحركات الأخيرة بوادر أمل في حل الأزمة اليمنية، لكن الطريق إلى السلام لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات. تتطلب المرحلة المقبلة جهوداً مشتركة من الأطراف اليمنية، بدعم إقليمي ودولي صادق، لتحقيق تسوية عادلة وشاملة تنهي معاناة الشعب اليمني وتؤسس لمستقبل مستقر ومزدهر.

توصيات:

1. تعزيز جهود الوساطة الدولية لتقريب وجهات النظر.
2. تقديم ضمانات أمنية وسياسية لجميع الأطراف.
3. دعم برامج إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية بشكل عاجل.

4. التركيز على بناء الثقة من خلال خطوات ملموسة، مثل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ختاماً، يبقى السلام في اليمن ضرورة ملحة ليس فقط للبلاد، بل لاستقرار المنطقة بأسرها.

فيديو