الحرب الإعلامية والتحريضية ضد الجنوب

تقارير - منذ 5 أيام

دوافعها وأدواتها وأهدافها

عين الجنوب | تقرير - خاص

منذ وحدة الإلحاق والحرب ضد الجنوب العربي وشعبه وقواته المسلحة تتجدد وفي وقت أصبح الإعلام وسيلة لشن الحروب من فنادق الرفاه الرقمي بات الجنوبيين يتعرضون لحرب إعلامية تحريضية ممنهجة تهدف إلى تشويه القضية الجنوبية وإضعاف إرادة الشعب الجنوبي في تقرير مصيره. هذه الحرب تمتد جذورها إلى عام 1990، وازدادت شراستها بعد حرب 1994، حيث استخدمت القوى اليمنية القوة العسكرية والإرهاب كأدوات للسيطرة على الجنوب وترسيخ نفوذها. حيث بدأت بوادر الصراع تظهر نتيجة التخطيط المسبق عبر الإستحواذ السياسي والإقتصادي والعسكري على الجنوب مما أدى إلى حرب 1994 التي تم فيها اجتياح الجنوب بالقوة العسكرية. منذ ذلك الحين، شنت الأطراف الشمالية حملات إعلامية منظمة هدفت إلى تكريس صورة نمطية مشوهة عن الجنوب، حيث وصف نظام اليمنية الجنوبيين بالكفار الماركسيين آنذاك لتبرير حربهم وحشد الموارد بينما الحوثيين في 2015 وصفوهم بالدواعش في تناقض عجيب بين الإدعائين، هذا يبرز طبيعة شعارات انظمة العربية اليمنية في إستخدام ذرائع تبرر غزوهم وإعتداءاتهم، هذه الحرب لم تتوقف منذ ذلك الحين، بل استخدمت الأدوات الإرهابية والسياسية والاقتصادية لضرب الجنوب وإضعاف موقفه، وعبر وسائل إعلام حزبية وموجهة تابعة لحزب الإصلاح والحوثيين، بالإضافة إلى بعض الوسائل المحسوبة على أطراف دولية، والتي لعبت دور في نشر الأكاذيب والتضليل. كما استخدم التحريض الإنقسامي عبر المواقع والمنابر الإعلامية لتبرير الاعتداءات وضرب الجنوبيين وإضفاء شرعية متناقضة بين الكفر والتطرف. بجانب ذلك، انتشرت الشائعات والفبركات الإعلامية التي تهدف إلى خلق حالة من البلبلة وعدم الاستقرار، إضافة إلى توظيف ناشطين وحسابات إلكترونية لنشر الدعاية المغرضة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة. وقد برزت هذه الحملات في عدة محطات مفصلية، كان أبرزها معركة تحرير الجنوب عام 2015.، ثم تصاعدت الحملة مع إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، وازدادت شراسة بعد أحداث أغسطس 2019 في عدن، حين تم إستخدام أشد العبارات النابية، ثم تكررت بنفس الأساليب خلال عمليات سهام الشرق وسهام الجنوب عام 2022، التي استهدفت تطهير شبوة وأبين من الإرهاب بالتنسيق مع الحلفاء العرب.

هذه الحرب الإعلامية الآخيرة تهدف إلى التأثير على الرأي العام الجنوبي، وخلق فجوة بين الشعب وقيادته السياسية، وتشويه الإنجازات العسكرية والسياسية التي تحققها القوات الجنوبية، كما تسعى إلى إبقاء الجنوب في حالة عدم استقرار عبر نشر الفوضى وزرع الشكوك حول المشروع الجنوبي الوطني القانوني. إضافة إلى ذلك، تحاول هذه الحملات إضعاف موقف شعب الجنوب دولياً من خلال تقديمه كمنطقة غير مستقرة وغير مؤهلة للحكم الذاتي، مما يسهل استمرار الوصاية اليمنية عليه. 

هذه الحرب الإعلامية حتمياً ليست ناتجة عن خلافات سياسية كما يتم طرحها، بل هي محاولة ممنهجة لضرب القضية الجنوبية في العمق. لكن ما يهم هو وعي الشعب الجنوبي وصموده في مواجهة هذه الحرب التي باتت وسيلة أوهن من بيت العنكبوت دأبت عليها قوى تخرجت من الفنادق تاركة الخنادق خلفها ليلاقي أتباعها مصيرهم على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية التي نكلت بالشعب اليمني منذ إنقلابها بدعوى الإصطفاء الإلهي.

فيديو