المجلس الانتقالي الجنوبي: قوة على الأرض وشريك إستراتيجي فاعل للمجتمع الدولي

تقارير - منذ 13 يوم

المجلس الانتقالي الجنوبي في ميزان المجتمع الدولي

عين الجنوب | تقرير - خاص

منذ 2017 وبتفويض شعبي كبير برز المجلس الانتقالي الجنوبي كأحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد الجنوبي، معززاً موقعه في ميزان المجتمع الدولي، مما زاد من إحتماليات توسيع الشراكة الاستراتيجية معه. ومع تعقيدات المشهد الحالي، تتفاوت مواقف القوى الإقليمية والدولية تجاه المجلس بين التعاون الحذر، والدعم السياسي، والتردد في الاعتراف الكامل به ككيان مستقل. وبالرغم نجح المجلس في فرض وجوده السياسي والعسكري على الأرض، مستفيداً من الدعم الشعبي الجنوبي، وخبرته العسكرية، والتنسيق مع القوى الإقليمية.

على المستوى الدولي، ربما لم يحظى المجلس حتى الآن باعتراف رسمي كدولة مستقلة، لكنه استطاع بناء علاقات دبلوماسية وتحقيق تواصل مباشر مع عواصم غربية وإقليمية، مدافعاً عن رؤيته لمستقبل شعب الجنوب. في هذا السياق، تعاملت الدول الكبرى معه كـطرف أساسي في المعادلة السياسية.

القوى الفاعلة في الملف اليمني، تعاملت مع المجلس كقوة واقعية على الأرض، لكن لم تمنح بعد دعماً سياسياً مفتوحاً، حفاظاً على سياسة دعم وحدة اليمن، ومع ذلك فإن الدور العسكري للمجلس في مكافحة الإرهاب والتهريب، وتأمين الممرات البحرية، والتصدي لنفوذ الحوثيين، جعله شريكاً غير معلن في الجهود الدولية لاستقرار المنطقة. على الجانب الإقليمي، تتباين المواقف. السعودية والإمارات لعبتا دوراً مزدوجاً في دعم المجلس كقوة فاعلة ضد الحوثيين، وفي الوقت نفسه، السعي للحفاظ على وحدة التحالف اليمني المناهض للحوثيين. أما سلطنة عمان، فهي تنظر بحذر إلى تنامي نفوذ المجلس، بينما تسعى إيران وبعض الفصائل اليمنية مثل الإصلاح إلى شيطنة دوره عبر وسائل إعلامها، نظراً لوقوفه الثابت في مواجهة تمدد الحوثيين، ومكافحة التنظيمات الإرهابية.

على الواقع المجلس الانتقالي طرح نفسه كشريك استراتيجي للمجتمع الدولي، مستنداً إلى عدة عوامل، أبرزها قدرته على ضبط الأمن في الجنوب، والتزامه بمكافحة الإرهاب، وحفاظه على المصالح الإقليمية والدولية. كما أنه عازم على تحقيق رؤيته لدولة جنوبية حديثة تقوم على نظام فيدرالي، في مسعى حثيث لإثبات حقيقة أن الاستقرار في المنطقة لا يتحقق إلا بإعادة النظر في حدود 1990 التي ولدت الصراعات الحالية.

تقرير مجموعة الأزمات الدولية – فبراير 2024 تحت عنوان اليمن، تحديات السلام في الجنوب، تناول التقرير دور المجلس الانتقالي الجنوبي في العملية السياسية مناقشاً قضايا الأمن والاستقرار، بما في ذلك جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب. مسلطاً الضوء على ضرورة الشراكة بين القوى المحلية والإقليمية لضمان استقرار الجنوب، مشيراً إلى التحديات التي تواجه الانتقالي في ظل المتغيرات الإقليمية.

بالإضافة الى تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى – ديسمبر 2023 تحت عنوان دور الجنوب اليمني في مكافحة الإرهاب، تناول التقرير كيف يمكن لتعزيز الشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يسهم في مكافحة الإرهاب. وناقش التهديدات التي تمثلها الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش في الجنوب. مستعرضاً السياسات الغربية والإقليمية تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي. بالإضافة الى تقارير من فريق الخبراء والتي تناولت الأوضاع الأمنية والإنسانية في الجنوب.

فيديو