صلابة المشروع الجنوبي أمام استراتيجيات الاضعاف ومحاولات التمزيق

تقارير - منذ 16 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص

واجه المشروع الوطني الجنوبي على مدى سنوات طويلة سلسلة متواصلة من التحديات، حيث كانت محاولات منهجية خبيثة تهدف إلى تقويض إرادة  الشعب الجنوبي وكسر مساره التحرري. لقد تعددت أساليب الاستهداف وتنوعت من جبهات الحرب المباشرة إلى أشكال أكثر تعقيداً من الحروب الناعمة، ومنها ما يتسلل عبر أدوات الاقتصاد، تحت تماهي خارجي، أو ينفذ من بوابة الإعلام الموجّه، أو يتستر برداء العمل السياسي المفرّغ من المبدأ والقضية.

اللافت في مجمل هذه الحملات، أنها رغم شراستها وتنوّع أدواتها ووفرة مواردها، لم تتمكن من اختراق النسيج الجنوبي أو تقويض قضيته ولن تتمكن بإذن الله. فالمشروع الجنوبي، بما يحمله من جذور شعبية وتاريخية، ظل محصناً بوعي جمعي متماسك، يعيد تنظيم نفسه باستمرار أمام كل أزمة، ويستخرج من كل مرحلة دليل إضافي على شرعيته وأحقيته.

فالقضية الجنوبية الحقيقة توضح مراراً وتكراراً انها لم تكن يوماً مجرد طموح مؤقت، بل نتاج معاناة وتجربة مريرة، رسّخت لدى أبناء الجنوب قناعة راسخة بأن مصيرهم لا يمكن أن يُفرض من الغرف المغلقة أو يُصاغ بمعزل عن إرادتهم. لذا، لم تُفلح محاولات تفكيك الصف، ولا محاولات صناعة كيانات موازية أو نوافذ سياسية وهمية، في تشتيت الهدف أو خلق التباس في الرؤية.

إن صمود مشروعنا الجنوبي التحرري العادل أمام الهجمات المتكررة يثبت أن الشعوب حين تؤمن بعدالة قضيتها، لا تُهزم حتى إن واجهت أعتى القوى. وعلى العكس، فإن تلك القوى نفسها تعجز مع الوقت عن تبرير إصرارها على إنكار واقع جديد بات يتكرس، ليس فقط في الوعي المحلي، بل في توازنات الإقليم ومجهر المجتمع الدولي.

المسار اليوم أكثر وضوحاً، والخطوط الفاصلة بين المشروع الوطني الجنوبي وبين خصومه باتت أكثر جلاء. ومن لا يرى هذا الوضوح فهو إما أسير مصالحه أو رهين حسابات لا صلة لها بمستقبل الشعوب. أما شعب الجنوب، فقد تجاوز محطة الشك، ومضى نحو صياغة مساره السياسي نحو استعادة الدولة بثقة تامة، مدركاً أن الطريق وإن طال، فهو الطريق الوحيد الذي يليق بتضحياته منذ 94 وحتى الان.

فيديو