تحرير سقطرى.. تتويج لعزيمة شعب الجنوب وخطوة نحو استعادة كامل الارض الجنوبية

تقارير - منذ 7 ساعات

عين الجنوب | تقرير - خاص


في مثل هذا اليوم، 19 يونيو، يستذكر الشعب الجنوبي واحدة من المحطات الوطنية الكبرى، حين انتفض  الجنوب ضد ميليشيات الإخوان المسلمين، التي حاولت ضرب نسيجه الاجتماعي. ورغم المحاولات البائسة، ظل الصوت الشعبي الجنوبي حاضراً بقوة، حتى جاء يوم الخلاص في 19 يونيو 2020، حيث طُردت ميليشيا الاخوان، في لحظة فارقة تُجسّد إرادة الشعب الجنوبي وتمسّكه بهويته وقراره، ومشروعه.

تحرير سقطرى مثل لحظة فاصلة في مسيرة شعب الجنوب نحو استعادة كامل أرضه. لقد شكّل نموذجاً حياً على ما يمكن أن تحققه الإرادة الشعبية حين تتوحد خلف هدف وطني واضح. وما تحقق في سقطرى لم يكن إلا ثمرة لموقف أولئك الصادقين وتكاتف أبناء سقطرى مع القيادة الجنوبية، ممثلة بـ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي.

منذ تحرير الجزيرة، شهدت سقطرى استقراراً لافتاً، وتنمية متواصلة، وبروز النشاط السياحي، ومناخ اجتماعي آمن بعيداً عن منظومة صنعاء. بل تجلّى الرفض الشعبي لأي عودة للمشروع الإخواني بشكل حازم، فالتجربة المريرة مع الوحدة القسرية، جعلت الشعب الجنوبي يدرك أن بقاء هذه الجماعات التابعة لمنظومة صنعاء يعني تكرار الكارثة.

لقد دفع شعب الجنوب ثمناً باهظاً منذ حرب 1994، حين استُبيحت مدنه، وجرى إقصاء شعبه من القرار، وحُوّل إلى هامش في وحدة لا يؤمن بها. ومنذ 2007 خرج الشعب الجنوبي في احتجاجات سلمية يطالب باستعادة أرضه ودولته، دون أن يجد آذاناً صاغية. لكنه، وبرغم التجاهل، واصل مساره حتى جاءت لحظة امتلاك زمام المبادرة والتمكين بعد 2015، ليعيد بناء قدرته الدفاعية، ويؤسس مؤسساته، ويخوض معارك وطنية على أرضه.

وفي هذا السياق، فإن الحديث عن الشراكات الخارجية يعني ترجمة واقعية لضرورات الميدان. فقد استخدم الجنوب الدعم من حلفاء ليبني مشروعه الوطني الشعبي، وهذا تقاطع مصالح ومصير مشترك وعلاقة اساسية لا يُلغي الهدف الجنوبي الأساسي المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية. بل إن الجنوب برهن أنه متمسّك بثوابته، وأن أي محاولة لعرقلة مساره خاصة في السياق الدولي ستُقابل برد وطني وشعبي واضح، لأن الشعب فوّض قيادته بوضوح في إعلان عدن التاريخي لاستعادة الدولة الجنوبية على حدودها المتعارف عليها دولياً.

لقد نجح الجنوب في تحرير سقطرى، لكن المنجز النهائي يتطلب استكمال مهمة استعادة كامل الأرض الجنوبية من وادي حضرموت إلى مكيراس حيث لا تزال هناك بقايا قوات الاحتلال اليمني . وبالرغم أن المؤشرات تُظهر أن شعب الجنوب بات أكثر وعياً، وتنظيماً، وقدرة على فرض واقعه عبر الحضور السياسي والدبلوماسي، والجاهزية الميدانية، والتضحية الوطنية.

إن تحرير سقطرى هو أكثر من تحرير جغرافي، إنه إعلان عملي بأن الجنوب لا يزال حياً، ويعرف طريقه، ويمتلك العزيمة لصناعة دولته، على قاعدة واضحة: احترام إرادة الشعب، والوفاء لدماء الشهداء، ومواقف المخلصين، والتمسك بالمشروع الوطني الجنوبي العادل والمشروع.

فيديو