التالى السابق

الحوثيون يقتحمون منزل شيخ سبعيني في ريمة ويصيبونه وزوجته

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب| متابعات

---

شنت مليشيا ‎الحوثي حملة قمعية عنيفة استهدفت أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ‎#ريمة، وهو الشيخ "صالح أحمد حنتوس" في تصعيد خطير يجسد ممارسات الجماعة المتواصلة لتكميم الأصوات الدينية المستقلة.. ففي عملية اقتحام مسلح أعقبت حصاراً دام ساعات، داهمت عناصر ‎#حوثية منزل الشيخ في مديرية السلفية، مستخدمة الأعيرة النارية ومهددة بتفجير المنزل، ما أسفر عن إصابته وزوجته بجروح خطيرة، وفق ما أفادت به مصادر محلية متطابقة.

الشيخ حنتوس الذي تجاوز السبعين من عمره ويعاني أمراضاً مزمنة، وجه في تسجيل صوتي مؤثر وصية إلى اليمنيين وصف فيها الهجوم بأنه محاولة اغتيال بعد سلسلة من الانتهاكات التي طالت أسرته ومصدر رزقه، من بينها نهب مرتباته ومصادرة دار القرآن التي كان يشرف عليها؛ وقال: "ضربوا عليّ إلى داخل المسجد... رموا على أولادي داخل السوق... إن شاء الله أنها الشهادة".

وتعد هذه الواقعة امتداداً لحملة تضييق ممنهجة مارستها المليشيا على الشيخ منذ سنوات، بدأت بإغلاق مركز تحفيظ القرآن الذي كان يديره ثم ملاحقته وتهديده مع زوجته بسبب استمراره في التدريس داخل أحد المساجد؛ المصادر أوضحت أن قيادياً ‎#حوثياً يُدعى "فارس روبع" هدده علناً بقصف منزله، ما يعكس حجم الإصرار الحوثي على إسكات صوت التعليم الديني الحر.

لم تتوقف الممارسات ‎#الحوثية عند هذا الحد بل أقدمت المليشيا في وقت لاحق على تفجير منزل شقيق الشيخ حنتوس، كما فرضت حصاراً على الأسرة في قرية نائية، مستخدمة عشرات المسلحين والمركبات العسكرية، أدى إلى حالة رعب واسعة بين أهالي المنطقة.

ردود الفعل لم تتأخر حيث طالب وكيل محافظة ريمة "محمد العسل" الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لحماية الشيخ حنتوس ومحاسبة ‎#الحوثيين على جرائمهم، محمّلاً المليشيا المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة أسرته.. وندد العسل بصمت الشخصيات القبلية والسياسية في المحافظة، معتبراً ذلك تواطؤاً مع الجريمة.

وقد لقيت الحادثة استنكاراً واسعاً من قبل نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان، الذين دعوا إلى توثيق هذه الجريمة ضمن سلسلة الانتهاكات التي تطول علماء الدين في مناطق سيطرة الحوثيين؛ كما أكدوا أن استهداف أمثال الشيخ حنتوس لن يطفئ نور القرآن ولن يثني الدعاة والمعلمين عن أداء رسالتهم التربوية.

هذه الجريمة بحق شيخ سلمي مكرّس لحفظ القرآن وتعليمه، تفضح مجدداً زيف شعارات الحوثيين الدينية، وتكشف ما وصفه الأهالي بأنه "مسيرة قرآنية زائفة" حولت دور العبادة إلى أهداف قمعية وكرّست العنف كأداة لإسكات من لا يخضع لمشروعها الطائفي.