العقاد فضح مبكرًا حقيقة الإخوان.. جماعة دعوية أم عصابة إجرامية؟

تقارير - منذ 5 ساعات

عين الجنوب | حفريات

لم يكن الجدل حول طبيعة جماعة الإخوان المسلمين جديدًا، فقد أثار المفكر الكبير عباس محمود العقاد منذ أربعينات القرن الماضي أسئلة جوهرية حول حقيقتها، وكتب بوضوح أن ما تفعله الجماعة لا يختلف عن سلوك العصابات الإجرامية أكثر مما يشبه الدعوة الدينية.


وبحسب ما نشرته جريدة "الأهرام" المصرية، فقد خصص العقاد سلسلة من المقالات في تلك الفترة لكشف الوجه الحقيقي للتنظيم، أبرزها مقاله الشهير "فتنة إسرائيلية" بتاريخ 2 يناير 1949، حيث شبّه الإخوان بـ"عصابة خط الصعيد" التي أرعبت المجتمع بالقتل والسلب، معتبرًا أن التنظيم لا يقل خطورة عنها، بل يتفوق عليها في قدرته على التستر وراء الدين لخداع البسطاء.

وفي مقال لاحق بتاريخ 17 يناير من العام نفسه، حذّر العقاد من خطورة الخلط بين الدين والجريمة، مؤكدًا أن الإخوان يضلّلون الناس بادعاء أن أعمالهم تنبع من إيمان ديني، بينما هي في حقيقتها "إيمان فاسد" يوظف الدين لتبرير العنف السياسي. وأوضح أن هذه الممارسات تمثل خطرًا وجوديًا على الدولة الوطنية الوليدة آنذاك.

الأحداث التاريخية عززت رؤية العقاد، خاصة بعد اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في ديسمبر 1948، وهي الجريمة التي ارتبطت مباشرة بالجماعة.

 لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد الاستهداف إلى شخص العقاد نفسه، الذي واجه تهديدات ومحاولات ترهيب بسبب كتاباته الجريئة ضد التنظيم.

تميز العقاد بكونه مفكرًا إسلاميًا أصيلًا، فقد دافع عن الإسلام من خلال مؤلفات مثل "التفكير فريضة إسلامية" و"الإسلام في القرن العشرين"، وفي المقابل فضح تناقضات الإخوان الذين لم يجدوا سوى العنف والتنظيم السري وسيلة للتأثير. ورغم مرور أكثر من سبعين عامًا، لا تزال كلماته تجد صداها في واقع عربي لا يزال يعاني من محاولات الجماعة لاختراق الدولة والمجتمع.

وتكشف استعادة هذه المواقف أن مواجهة الإخوان ليست مسألة أمنية فقط، بل فكرية وثقافية بالأساس. فالتنظيم الذي وُصف مبكرًا بأنه "عصابة إجرامية" لم يتوقف عن استخدام الدين أداة للهيمنة، وهو ما يجعل التحصين الفكري والمجتمعي ضرورة لمواجهة خطره المستمر.

فيديو