صرخة الحرية: يوم الجنوب الذي لم يَغِب

تقارير - منذ 5 ساعات

خاص || عين الجنوب

الرابع عشر من أكتوبر حدث بحجم التحديات؛ استقلالٌ ثانٍ وقرارٌ لن يطول انتظاره. تأتي احتفالات شعبنا الجنوبي بذكرى انطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر — ثورةٌ لم تكن حدثًا عابرًا يُتجاوز، بل تاريخٌ بدأت ملامحه قبل أربع سنوات من تاريخ الثورة الجنوبية ضد المستعمر البريطاني، ثم تكلّلت بانتصار شعب وهَبَ جهده وإرادته لتحقيق حلم طال انتظاره.
هذا التاريخ محطة فاصلة بين التبعية للأجنبي والتفرّد بالقرار؛ إنه تاريخ شعب انبعث من وسط الركام، شعب قرّر أن يكون أو لا يكون، شعب قرّر أن يودّع التبعية ويكون صاحب القرار ومنبع السيادة. ليس قرارًا فحسب، بل ملحمة بطولية سطرها الشعب بأحرف من نور — تاريخ للانعتاق، من العبودية إلى الحرية. إنها بطولات ومآثر خطّها الأبطال بالدماء.
المستعمر الذي خلَق الجهل والتخلف وباع الولاء والتبعية بالمال المدنس لم يستطع أن يُسكت صوت الجنوب؛ فخابت محاولاته أمام إرادة شعب قال كلمته: الحرية لا تباع ولا تُهدى، بل تُنتزع بالقوة من أنياب الطغاة والمستبدين. شعب الجنوب الذي أبى التنازل عن ثوابته وقيمه مهما كان الثمن، ها هو اليوم يعلن كلمته — في حضرموت التاريخ والحضارة وعمق الجنوب ومنطلقه الاستراتيجي، وفي الضالع الصمود والمواجهة الأسطورية التي لا تقبل الضيم ولا تقبل الحلول الناقصة، بل تطالب بالحق كاملًا غير منقوص.
جنوب اليوم ليس جنوب الأمس، والجماهير الجنوبية هي من تقول كلمتها في الذكرى الثانية والستين لانطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة. رسالةٌ إلى العالم: الجنوب حاضر في كل منعطفات التاريخ، يجدد العهد والولاء لقائد المسيرة الجنوبية الظافرة، الأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبَيْدِي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ليقول لقائده: سر بنا إلى الأمام، فنحن معك حتى تحقيق كامل أهداف ثورتنا المباركة — تحقيق النصر باستعادة دولتنا الأبية على أرض وتراب جنوبنا الطاهر. وغدٌ لناظره قريب.

فيديو