الجنوب ينتفض من جديد.. من حضرموت إلى الضالع، تتجدد الثورة وتتوحد الإرادة

تقارير - منذ 4 ساعات

حضرموت ،عين الجنوب|| خاص

في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، يتجدد المشهد الجنوبي في حضرموت والضالع بروحٍ ثوريةٍ تعبّر عن عمق الارتباط بين الماضي النضالي والحاضر السياسي.
الاحتفالات التي تُقام في المحافظتين لا تأتي من باب الصدفة، بل تحمل دلالاتٍ سياسية وتاريخيةٍ عميقة تؤكد أن الجنوب ماضٍ في طريق استعادة دولته وهويته مهما تعددت التحديات.

اختيار حضرموت ولضالع إحياء الذكرى لم يكن مجرد قرارٍ تنظيمي، بل هو رسالة واضحة المعالم: فهاتان المحافظتان تمثلان معًا الركيزة الصلبة للمشروع الوطني الجنوبي الأولى تشكل العمق الاقتصادي والسياسي، والثانية تمثل رمز الصمود والتضحية.

حضرموت بتاريخها وموقعها ومواردها، ظلت دائمًا المركز الذي تتقاطع فيه المصالح الوطنية، إذ تمثل الثقل الجغرافي والديموغرافي والاقتصادي للجنوب، وحضورها في هذه المناسبة هو تأكيد على أنها ليست هامشًا في المشهد الجنوبي، بل قلبه النابض
أما الضالع فقد كانت على مدى التاريخ مهد الثورة ورمز النضال، ومن ترابها انطلقت شرارة المواجهة ضد المستعمر البريطاني، واستمرت روح المقاومة فيها حتى مواجهة المليشيات الحوثية اليوم. لم تكن الضالع يومًا تابعًا، بل دائمًا في مقدمة الصفوف، تدفع الثمن دفاعًا عن الجنوب وهويته.
تحمل الفعالية بُعدًا وطنيًا وسياسيًا يتجاوز حدود الاحتفال، فهي تعكس التحام الشعب الجنوبي حول مشروع واحد وترد على كل محاولات التشتيت والعزل التي استهدفت مكونات الجنوب خلال السنوات الماضية.
فالاحتشاد الجماهيري في شبام حضرموت والضالع يؤكد أن الجنوب بكل أطيافه ما زال متمسكًا بخيار الاستقلال واستعادة الدولة، ويبعث برسالة للعالم بأن هذا الشعب لم يتخل عن مشروعه، بل يرسّخه عامًا بعد عام.

كما أن حضور هذه المناسبة بهذا الزخم يعبّر عن وعيٍ جمعيٍّ متنامٍ بأن النضال لم ينتهِ بخروج المستعمر البريطاني، بل يستمر اليوم في مواجهة أشكالٍ جديدة من السيطرة والتبعية.
فروح أكتوبر لم تعد مجرد ذكرى، بل تحوّلت إلى موقف سياسي متجدد يؤكد على الحق في تقرير المصير وعلى أن الجنوب بات رقمًا صعبًا في معادلة الصراع الإقليمي والدولي.
الاحتفالات التي يرعاها المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي تأتي في لحظةٍ دقيقة من تاريخ الجنوب، لتؤكد أن مسار النضال مستمر، وأن الإرادة الشعبية ما زالت هي القوة الحقيقية التي تحرك المشهد وتمنحه شرعيته.
إن الرسالة الأبرز التي تبعثها فعاليات أكتوبر هذا العام هي أن الجنوب، من حضرموت إلى الضالع، يقف على أرضٍ واحدة وهدفٍ واحد، وأن ثورته التي بدأت ضد المستعمر ما زالت تتجدد اليوم ضد كل أشكال الوصاية.
وبينما تتوشح الضالع بذاكرة الشهداء وتستحضر حضرموت مجد التاريخ، يبعث الجنوب كله برسالة صريحة:
الثورة مستمرة، والوطن الجنوبي قادم بثبات نحو استعادة سيادته وهويته

فيديو