تحليل: هل يعود بن بريك بوجه جديد يعزّز مسار الإصلاحات ؟

دراسات وتحليلات - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | خاص:
تشهد الساحة السياسية في الجنوب حالة من الجدل حول التحركات الخارجية لرئيس الوزراء الدكتور أحمد بن بريك، الذي يغادر العاصمة عدن باتجاه دول خليجية أبرزها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في مساعٍ تهدف ـ بحسب مصادر سياسية ـ إلى الحصول على ضمانات حقيقية تعزّز مسار الإصلاحات الحكومية.

ورغم التفاؤل الشعبي الذي ساد عقب تحسّن سعر صرف الريال اليمني أمام الريال السعودي إلى حدود 425 ريالاً، إلا أنّ هذا التفاؤل اصطدم بحالة من الاستياء نتيجة توقّف رواتب الموظفين لخمسة أشهر متتالية، ما جعل نتائج الإصلاحات الاقتصادية تبدو ناقصة وغير كافية لتخفيف المعاناة المعيشية.

وبين ضغوط الشارع الغاضب وتوقعات التحسن الاقتصادي، تحرك بن بريك سريعاً نحو أبوظبي ثم الرياض بحثاً عن دعم سياسي ومالي يضمن استمرارية الإصلاحات. وبحسب ما تمّ تداوله، فقد طالب بمنح حكومته صلاحيات أوسع في تعيين المحافظين والوزراء ومحافظ البنك المركزي، على أن يرفع ترشيحاته لمجلس القيادة الرئاسي لاعتمادها بشكل نهائي.

كما يشترط بن بريك حصول حكومته على دعم مالي عاجل لتسيير مؤسسات الدولة وصرف الرواتب وتحسين الخدمات، مع توفير غطاء سياسي يجنّب الحكومة العراقيل والتدخلات التي عطّلت العمل التنفيذي في السابق.

ويرى مراقبون أنّ معظم شروط بن بريك قابلة للتطبيق وقد تحظى باستجابة فورية، باستثناء مطلب منح حكومته صلاحيات التعيين، والذي واجه رفضاً واضحاً من مجلس القيادة الرئاسي الذي يعتبره محاولة لسحب صلاحيات سيادية حُصرت دستورياً بالرئاسة.

في المقابل، يحظى بن بريك بتأييد الشارع الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي، اللذين يدعوان إلى تمكينه من إدارة المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، معتبرين أنّ أي إصلاح لن ينجح دون اختيار وزراء نزهاء وكفاءات قادرة على إدارة مؤسسات الدولة بعيداً عن الفساد وترهل الجهاز الإداري.

ويؤكد مؤيدو رئيس الوزراء أنّ المرحلة تتطلب ضخ موارد الدولة إلى البنك المركزي، وتحسين مستوى الشفافية المالية، وبناء هيكلة حكومية قادرة على صرف الرواتب بشكل منتظم، وتوفير خدمات عامة تحسّن مستوى المعيشة، وتخفّف عن المواطن معاناته المتفاقمة.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحادة وتراكم الفساد على مدى سنوات، يتطلع كثير من المواطنين إلى إصلاحات جذرية تضع الدولة على مسار التعافي، وتخلق مناخاً آمناً للاستثمار والتنمية، وتعيد الثقة بين المواطن والحكومة.

وفي ختام المشهد، تتجه الأنظار إلى بن بريك بوصفه "رجل المرحلة" القادر ـ وفق أنصاره ـ على إخراج البلاد من هذه المآزق المتشابكة، فيما يترقب الشارع نتائج مشاوراته الجارية في العواصم الخليجية، ومدى قدرة حكومته على انتزاع الصلاحيات والدعم اللازمين للعبور بالوطن إلى برّ الأمان.

فيديو