حلف قبائل بن حبريش.. يترنّح تحت وطأة الفشل ومركزيّة القرار والهيكلة أصبحت ضروره

تقارير - منذ 1 يوم

عين الجنوب|| خاص:
لم يعد حلف قبائل بن حبريش يعاني من “تراجع دور” كما كان يُقال في السابق؛ بل بات اليوم في نظر قطاع واسع من أبناء حضرموت كياناً خرج فعلياً من دائرة التأثير، وتحول إلى عبء على القبائل بعد أن فشل في أداء أبسط مهامه. السنوات الماضية كشفت واقعاً لا يمكن تجميله: حلف عاجز، مترهل، يعيش على إرث قديم لم يعد يقنع أحداً، بينما تتسارع الأحداث من حوله بشكل يصعب عليه اللحاق به.

تراكم الأخطاء لم يعد مجرد “تعثر” بل أصبح منهج عمل، وتراجع الحضور القبلي لم يكن نتيجة ظروف خارجية فقط، بل بسبب عقلية انغلاق وهيمنة فردية عطّلت الحلف وحوّلته إلى مظلة شكلية تُستخدم حيناً للضغط وحيناً للظهور الإعلامي، دون أي قيمة ميدانية حقيقية على الأرض. وهذا ما جعل أبناء القبائل يتساءلون بصوت مرتفع: ما الجدوى من حلف لا يحمي حقوقهم ولا يعبّر عنهم ولا يملك موقفاً صريحاً في المنعطفات المصيرية؟

اليوم، يتعامل الشارع الحضرمي مع الحلف باعتباره كياناً فقد شرعيته القبلية تدريجياً، بعدما ابتعد عن دوره الجامع، وسمح بخلق دوائر ضيقة باسم حضرموت واتخاذ قرارات فرديه ومحاوله تهميش بقية المكونات. هذا الواقع خلق حالة احتقان غير مسبوقة، دفعت قيادات قبلية ووجاهات اجتماعية إلى رفع الصوت للمطالبة بإعادة هيكله الحلف من الأساس، وليس فقط “ترميمه”.

الهيكلة الآن لم تعد مطلباً، بل حتميّة، لأن استمرار الوضع الراهن يعني مزيداً من التآكل وفقدان ما تبقّى من مكانة تاريخية كان يمكن الحفاظ عليها لو تم الاحتكام إلى العمل المؤسسي، بدلاً من النزعة الفردية التي كبّلت الحلف لسنوات. وحتى أولئك الذين كانوا يدافعون عنه أصبحوا اليوم مقتنعين بأن بقاءه على هذا النحو ما هو إلا خدمة لفئة محددة لا تمثل إلا نفسها.

المؤشرات القادمة من الداخل القبلي واضحة: انفجار الصمت, تجمّع الأصوات، وتحرّك نحو صيغة جديدة تُنهي المرحلة الرمادية التي عاشها الحلف. ومع كل هذا الزخم، تبدو الهيكلة أقرب إلى أن تكون “إعادة تشكيل أو “إعلان وفاة للنسخة القديمة” التي لم تعد صالحة للبقاء أو الإقناع.

إن حضرموت اليوم أمام لحظة فارقة، ولن تقبل قبائلها استمرار أي كيان قبلي في حالة شلل، ولا قيادة تستند إلى الماضي بينما الحاضر ينهار أمامها. والحلف، إن أراد البقاء، فعليه أن يستوعب الحقيقة:
المرحلة القديمة انتهت… والهيكلة لم تعد خياراً بل مصيراً.

فيديو