طفولة منهوبة… وأطفال يُدفَعون إلى النار تحت حكم الحوثي

تقارير - منذ يومان

خاص || عين الجنوب:

تتزايد التحذيرات الحقوقية بشأن الوضع الإنساني المتدهور للأطفال في مناطق سيطرة الحوثي، حيث يكشف مختصون في منظمات الرصد عن حجم الانتهاكات المركّبة التي تُمارَس بحق شريحة يفترض أن تكون الأكثر رعاية وحماية. وفي ظل بيئة يغلب عليها القمع والانفلات الأمني وتسييس الخدمات، يجد الأطفال أنفسهم في قلب دائرة عنف لا تتوقف.

ويؤكد مختصون في مجال حقوق الإنسان أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عمليات التجنيد القسري للأطفال داخل مناطق نفوذ الحوثيين، في سياق توظيفهم كمقاتلين أو مجندين صغار في جبهات القتال، وسط ضغوط اقتصادية واجتماعية تُمارس على أسرهم لإجبارهم على الدفع بأبنائهم.

كما يشير مختصون آخرون إلى أنّ المدارس تحولت في بعض المناطق إلى ساحات تعبئة أيديولوجية، ما أدى إلى تراجع العملية التعليمية، وغياب بيئة آمنة للتعلم. هذا إلى جانب حرمان أعداد كبيرة من الأطفال من الرعاية الصحية وسوء التغذية المدفوع بانهيار الخدمات وارتفاع معدلات الفقر.

ويلفت مختصون مطلعون إلى أنّ الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق سيطرة الحوثي ليست منفصلة عن بعضها، بل متداخلة ومركّبة، تبدأ من التجنيد القسري، وتمتد إلى الاستغلال الاقتصادي، والعنف النفسي، والعقاب الجماعي لبعض الأسر الرافضة لسياسات الجماعة، وهو ما يجعل الأطفال الضحية الأولى للواقع القائم.

ويشدد مختصون في منظمات دولية على أن حماية الأطفال هناك تحتاج إلى مقاربة أعمق من مجرد توثيق الانتهاكات، تتضمن ضغطًا دوليًا حقيقيًا لوقف التجنيد، وتسهيل عمل برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتأمين وصول الخدمات الإنسانية بعيدًا عن استخدامها كورقة ابتزاز سياسي.

وفي ظل استمرار هذا الواقع، يبقى أطفال مناطق سيطرة الحوثي عالقين في دوامة الخطر، بينما تتزايد نداءات المختصين لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، ووقف تحويل الطفولة إلى وقود لصراع لا يرحم أحدًا.

فيديو