أنور الرشيد

الجنوب وحقه بعودة دولته

مقالات - منذ ساعتان

‏لا وحدة بالقوة العسكرية نعم للوحدة العقلية والمنطقية

الجنوب وحقه بعودة دولته رغم أنف المعارضين

لم أكتب أي رأي بشأن عودة دولة الجنوب التي احتلها الشمال اليمني إلا ويأتيني سيلٌ من الاتهامات والشتائم وكأن ذلك سيؤثر على حقيقة مطلب عودة دولة الجنوب أو أن ذلك سينقص مني، وهذا الأمر حقيقة لا يحزنني بقدر ما يؤكد وجهة نظري بأهمية وحتمية عودة دولة الجنوب لسابق عهدها لما قبل ما يسميها الجنوبيون الوحلة التي فرضها علي سالم البيض ولحقه علي عبدالله صالح بالقوة القهرية وبالاحتلال العسكري عام 1994.

الشتيمة والتجريح والتهديد والوعيد لا يغير من واقع حقيقة أن الشمال اليمني احتل الجنوب عسكريا وبغير رضا الشعب الجنوبي ولاحتى برضى الشعب الشمالي الذي لم يكن خياره الوحدة بقدر ما كان قرارا فوقيا وظل الشعبين حتى الساعة يدفعان ثمن ذلك القرار.

أنا شخصيا عروبيٌّ وحدويٌّ ولا يستطيع أحد أن يزايد على قناعتي بأن الوحدة خيار استراتيجي لا بد منه لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية في ظل تكتلات دولية هائلة، ولكن ليس على قياس الوحدات العربية التي فشلت، وهي من أوصلتنا لهذه المرحلة أساسا وإحدى الوحدات الفوقية التي حدثت في ماضينا القريب وفشلت مجلس التعاون العربي الذي أسسه صدام حسين الذي ضم العراق والأردن واليمن ومصر عام 1989 قبيل الغزو العراقي للكويت، ومن ثم تأسس مجلس التعاون المغاربي من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا والجزائر ولكن كلى المجلسين العربي والمغاربي سرعان ما انهارا على ذاتهما وانتهى أمرهما وأصبحا في ذمة التاريخ.

قلتها وأكررها مرارا لعل أحدهم يلتقطها إن لم تكن الوحدة قائمة على أسس سليمة ووفق قواعد ومعايير تحفظ لكل مجتمع خصوصيته وسيادته وحريته وكرامته وتطبيق فعلي للعدالة، والأهم استفتاء شعبه ليقرر مصيره بالوحدة من عدمها فهي ليست وحدة وإنما احتلال وفرض أمر واقع سينهار كما انهارت كل الوحدات التي حصلت بالتاريخ بالقوة القهرية.

لن أخترع العجلة من جديد فها هي الوحدة الأوروبية حية وماثلة أمامنا حيث قامت على أسس سليمة كفلت لكل دولة وشعوبها حقوقها ولا تزال مستمرة، وستستمر حتما لأنها لم تقم على أساس زعيم يستيقظ من النوم ويقرر الوحدة، وبالقوة الجبرية، وبكل غباء يتوقع تحقيق نتيجة غير النتيجة الفاشلة والماثلة أمامنا اليوم في الجنوب.

لذلك فليذهب المعارضون لمزبلة التاريخ فلا وحدة بالقوة العسكرية، نعم للوحدة التي تقوم على أسس سليمة ومبادئ تقوم على الحرية والمصلحة المشتركة لكل أطرافها، وبرضا وموافقة شعوبها.

فيديو