أنور الرشيد

فكت ارتباطًا، وليس انفصالًا

مقالات - منذ 17 يوم

كثيرا ما تصلني آراء بشأن دعمي لعودة دولة الجنوب، وأغلب الآراء لا تفرق ما بين مصطلحيْ فك ارتباط وانفصال، وليس لديها دراية كافية عن الأزمة ما بين الجنوب والشمال اليمني رغم أن اليوم توجد أنظمة الذكاء الاصطناعي التي وفرت علينا الكثير من الجهد والوقت والمال، معلومات وليس معلومة فقط يمكن الحصول عليها خطيّا أو صوتيّا.

أنا سبق لي في لقاء على إذاعة مونتوكارلو الدولية مع الإعلامية القديرة الدكتورة إيمان الحمود وضحت الفرق ما بين كلمتيْ فك ارتباط وانفصال، وأرجع وأكرر ما سبق أن قلته من عدة سنوات ولكن هذه المرة ليس مني مباشرة ولكن من الذكاء الاصطناعي الذي سألته عن الفرق بين الكلمتين، ويمكن لأي منكم سؤاله وأجابني بالتالي: 

الفرق بين *الانفصال* و*فك الارتباط* دقيق لكنه مهم، ويُستخدم كل مصطلح في سياقات قانونية وسياسية مختلفة:
الانفصال Separation Secession) معناه إعلان الاستقلال الكامل عن دولة قائمة، وتكوين دولة جديدة.
فالصيغة حاسمة وقاطعة، تُشير إلى أن جزءًا من الدولة لم يعد يعترف بسيادتها أو دستورها وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه عمل أحادي الجانب، مثال: انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011 وتيمور الشرقية وحتى مطالبة كتالونيا في إسبانيا .

أما فك الارتباط Disengagement Disassociation): فمعناه: إنهاء علاقة سياسية أو دستورية بين كيانين كانا قد ارتبطا باتفاق (مثل اتحاد أو وحدة) ويُستخدم للتأكيد على أن العودة إلى الوضع السابق للوحدة هو استعادة للسيادة، وليس تمردًا أو خرقًا للدستور ويُقدَّم عادةً على أنه حق مشروع في حالة إخلال الطرف الآخر ببنود الوحدة أو الشراكة، مثال: إعلان فك الارتباط من قبل الجنوب اليمني عام 1994، ورفْضه للوحدة مع الشمال.

الفرق الجوهري: فالمصطلحان أو الكلمتان واضحاتان قانونيًا وسياسيًا فالانفصال هو الخروج الكامل من الدولة وتأسيس كيان جديد، غالبًا بلا اتفاق أما فك الارتباط فهو إنهاء شراكة أو وحدة قائمة استعادة وضع سابق.

ليس هنا المعضلة فالمعضلة فيمن يعترضون على ذلك بحجة الوحدة التي لم يكتووا بنارها والذين ترتبت على تلك الوحدة مصالحهم، وأيضا ليس هنا المعضلة، فالمعضلة في دول الخليج التي ترى أمةً كاملة تبحث عن كسرة خبز في صناديق القمامة، وتنهب ثرواتها، ويقتل أبناؤها، وتصادر حرياتها، ووقفت تشاهد ذلك خمسة وثلاثين عاما كل ما فعلته عندما بدأت أزمتهم أصدروا بيانا اسمه بيان أبها قالوا به بأنهم يرفضون الوحدة بالقوة، ولا أنكر المساعدات التي قدموها للشعب الجنوبي، ولكنها مساعدات لم ترتق لأن ترفع عن كاهل أكثر من 12 مليون جنوبي يعانون من مآسي لا حدود ولا حصر لها!!!

لذلك أنا على قناعة تامة بأن لن تحل أزمتكم يا شعب الجنوب إلا بانتزاع حريتكم بيدكم في 14 أكتوبر المقبل؟

هذا ما آمله…

فيديو